Saturday, October 13, 2012

سبعة أسس للتواصل مع أي إنسان

"يمكنك أن تصادق في شهرين أكثر مما يمكنك تحقيقه على مدار سنتين إذا ما اهتممت بالآخرين." – من كتاب دال كارنيج كيف تكتسب الصداقات وتؤثر في الناس.

العلاقات الشخصيه تدير العالم ولا التفاف حول ذلك ، فمهما كانت أهدافك وعملك واهتماماتك فالعلاقات الشخصيه هي التي تدير العالم.  ولكن لماذا يتمكن البعض من بناء علاقات فوريه مع أي إنسان تقريبا يقابلونه، بينما يعيش آخرون بشبكة لا تشمل سوى صديق واحد؟

لقد قمت بإعداد دراسة على مدى السنوات السابقه لتحديد الأسباب التي تميز كل من الفريقين.  وجاءت النتائج أبسط وأقوى مما قد يظن أي إنسان.  وسمحت لي تلك الدراسه التعرف على  تفاعلات وارتباطات رؤساء شركات ممن يوصفون بالعالميين.  النخبه من الكتاب، الرياضين المحترفين، وآخرين ممن يصعب الوصول إليهم بما في ذلك توني روبينز و وارن بوفيت.

وبغض النظر عن الوضع والشهره، الناس هم الناس.  وتبقى الأسس السبعه للتواصل مع الآخر هي نفسها --- سواء طبقناها على جارك الذي يقطن الشقه المواجهه لباب بيتك أو على نجم من المشاهير أو على تلك الفتاه اللطيفه التي تجلس امامك في النادي.

اولآ: كن صادقا

لن تتحقق إلا العلاقات التي توليها اهتماما حقيقيا؛ فإذا لم يكن هناك اهتمام حقيقي فلن يهتم العالم.  لذلك يجب عليك أن تتوقف عن المحاوله مع أي شخص ليس لديك اهتماما حقيقيا بالتواصل معه.

ثانيا : ساعد بسخاء

حتى أعظم وأقوى الناس في العالم لديهم ما يحبون أن يحصلوا على مساعدة بشأنه.  فكثيرين لا يحاولون الاقتراب ممن هم في المراتب الأعلى منهم خوفا من أنه ليس لديهم مقابل يقدمونه .  الحقيقه أنه لديك ما تقدمه أكثر مما تتخيل: اكتب مقاله أو مذكره في مدونتك عنهم، اشترك انت وقريتك في مشروعاتهم، أعرض عليهم أن تذيع رسالتهم من خلال فيديو لمقابلة معهم.  فكر جيدا فيمن يمكنك أن توصلهم به ليفيد أهدافهم.  فإذا انتهيت إلى أنك لا يمكن أن تكون مفيداً بشئ، فيكفيك أن تلفت انتباههم إليك.

ثالثا: أهتم بشكل فضولي

من المستحيل تقريبا أن تعرض مساعدة بصدق إذا لم تكن متنبها --- واقصد انتباها حقيقيا، ليس الاهتمام هنا بمعنى الاهتمام بمجرد بداياتهم العمليه أو رياضتهم المفضله ! قم بإجراء بحث عنهم بقراءة مدوناتهم إن كان لهم مدونه، قم بزيارة لصفحتهم على وسائل التواصل الاجتماعي ، أقرأ كتب ومقالات عمن تريد التواصل معه إن كان شخصية عامه.  تعرف على خلفياتهم وعواطفهم.  أستثمر وقت حقيقيا لتتعرف على ما الذي يمثل نقط فارقة بالنسبة لهم وكيف يمكنك أن تساعد.

رابعا: تعرف على المقربين منهم

عادة ما يتم شغل الوظائف الخاليه من خلال المعارف والإحالات، وعمل صداقات ليس مختلفا عن شغل الوظائف الخاليه.  عندما تدخل على شخص وتقدم له بطاقه من صديق له أحالك إليه فأنت تكتسب تقريبا نفس قيمة ذلك الصديق.  وعلى سبيل المثال، فقد أردت منذ أيام لقاء مؤلف كتاب حقق أفضل المبيعات، واكتشفت ان المدرب الشخصي الذي دربني هو نفسه من قام بتدريب ذلك المؤلف.  في الواقع تلك الحقيقه قد لا تعني شيئا، ولكنها بمثابة الذهب في عالم  الحراك الاجتماعي.
أمضي مزيدا من الوقت في التواصل مع شبكة أصدقاءك ثم انظر إلى ثمار ذلك التواصل.

خامسا: الانتصار في معظم المعارك أساسه الثبات على المبدأ.

إذا لم تستطع أن تحصل على بطاقة من صديق مشترك أو شخص يرشحك، أضغط على زرار "إرسل" في البريد الألكتروني، أو اترك رساله بعد سماع الصفاره.  ولكن لا تعتبر ذلك نهايه كما يفعل معظم الناس في العالم.  فالمحاوله الأولى ليست إلا البدايه.  وعليك أن تدرك أن المحاوله الأولى قد لا تأخذك إلى أي مكان، ولكن المحاوله الخامسه أو العاشره هي تلك المحاوله التي ستؤتي الثمار.  إن عدم الرد على البريد الألكتروني أو على رسالتك الصوتيه لا يعتبر رفضا للتواصل معك.  مهمتك هي أن تستمر وتثبت على مبدأك ، فأنت حقا تريد التواصل معهم ولن يثنيك عن هدفك صمتهم.  فأنا مثلا اتسلم يوميا مثات من رسائل البريد الألكتروني تطلب التواصل معي، ولكن عادة 2% فقط هم من يصرون ويستمرون ويتابعون.  المهم، لا تتعجل رد الفعل، كما أنك يجب ألا تختفي أيضا.

سادسا: أعقد صداقات حقيقيه

فكر في الكيفية التي عقدت بها صداقتك مع الأصدقاء الحاليين لك، وهذا كل ما في الأمر.  أنت تعقد صداقات مع من تريدهم حقا أن يكونوا في حياتك.  ونفس هذه القاعده يجب أن تطبقها على علاقاتك بالأسماء الأكبر والأشهر.   لا تفكر في الأمر كثيرا.  كن آدميا مستعد للمساعده ومعظم الأدميون سيسعدوا أن يكونوا آدميين في المقابل، بغض النظر عن كينونتهم.

 سابعا: أترك إنطباعا لا ينسى

كل ما سبق بسيطا --- ولكن للأسف قلما يُستخدم --- يبقى أن تستقر في الأذهان.  إرسل إليهم بطاقات في عيد ميلادهم، أشحن إليهم كتابك المفضل مع ملاحظه شخصيه موقعه منك داخل الغلاف.  إرسل إليهم بطاقة معايده عائليه في الأعياد.  كن مستعدا للمساعده بحق وصدق.  ستتعجب كثيرا من إهمال أداء الأشياء البسيطه. كي تعيش في ذاكرتهم أمرٌ أبســط مما تفكر.

مساعدة الآخرين هي أساس كل الأمور

إذا أمضيت كل ساعات يقظتك في التفكير في كيفية مساعدة كل من تحتك به أو بها --- بداية من الفتاه التي تعد لك اللاتيه إنتهاء بأعلى سلطة في عملك، ستجد أن كل شئ آخر في حياتك يميل للاهتمام بنفسه.  وستجد العالم بأسره عندك ولك.

تعليق مترجم المقال

أولاً فكرة المقال جيده إلا أنها تركز على التواصل في مجال الأعمال لفتح الأبواب المغلقه ، كما أن المقال يُأصل فكرة المحسوبيه والتوصيات في ملئ الوظائف الشاغره، ونحن في مصر نحارب التعيين بالواسطه أو المحسوبيه ونؤكد على أهمية تعيين أصحاب الكفاءات فقط.

المقال يستحضر ثقافة الغرب ، ولا أعتقد أن طبيعة الإنسان المصري تسمح بإرسال عشرات الرسائل سواء عبر البريد الألكتروني أو التليفون، ولا أعتقد أن المصري –خاصة إذا كان نجما أو من المشاهير- سيقوم بالرد على رسائل من يريدون التواصل معه حتى لو كانت رسائل أل 2% المتابعون المصرون.

كما أن فكرة مساعدة الآخرين ليست غربيه ولكنها متأصلة في الإسلام حيث يقول رسولنا الكريم "وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ  أَخِيهِ" كما أن القرآن الكريم يأمرنا بالتعاون على البر والتقوى ويأمرنا الله فيه بالإنفاق على الآخرين سواء كان ذلك من صدقة أو زكاة.  إلا أنني أعتقد أن مفهوم مساعدة الآخرين من أجل عقد صداقات معهم للاستفادة منهم يعد دربا من دروب النفاق الاجتماعي الذي إذا ما مارسناه قد يتحول إلى عادة في حياتنا حتى الشخصيه.

ومن واقع تجاربي وخبراتي فأنا أستطيع أن اؤكد أن الطريقه التي تعقد بها صداقة مع شخص ما ذكر كان أو أنثى ليست بالضروره أن تنجح إذا حاولت تطبيقها على شخص آخر، فلكل إنسان منا مفتاح إلى شخصيته ولا يمكن عقد صداقة مع من أغلق بابه في وجهك.  القضيه هنا قضية اختلاف طباع وثقافه وميول وعواطف، تخيل أنك عقدت صداقه مع سين من الناس لأنك سخرت من موقف وتندرت مما دفعه إلى الضحك وبدأت صداقتكما ، فهل يمكن أن تطبق نفس الطريقه لتعقد صداقه مع شخص جاد وحاد الطباع جدا لا يبتسم حتى لأولاده ويؤمن بمبادئ معينه، لو حاولت سيؤدبك هذا الإنسان الجاد ويعلمك أنه لا يصح أن تسخر وتتندر بالآخرين.

أما فكرة التقرب والتعرف بالمقربين إلى الهدف ، فهذا درب من دروب الوصوليه والنفاق أيضا.  إلا إذا كانت الصراحه والوضوح من البدايه هما اساس الحوار. 

الخلاصه في رأي هي أن يؤمن الإنسان بضرورة التعاون مع الآخر دونما اعتبار للمنفعة التي قد يحصل عليها في المقابل.  الموده والحب والرحمه وكما قال رسولنا الكريم ما معناه أن تكون باشاً مبتسماً في وجه أخيك الإنسان، كلها صفات من المؤكد أنها تفتح الأبواب لعقد صداقات جيده.  وتذكر قول الله لرسوله في كتابه العزيز "ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك" فخالقنا يخبرنا –وهو أعلم بنا منا لأننا صنعته سبحانه- أن الفظاظه والغلظه تنفر الناس من حولنا بينما التمثل بأخلاق الرسول الكريم من رحمة وود وتسامح وبشاشه ومخاطبة الناس على قدر عقولهم والتواضع للجميع حتى لا ينفض الناس من حولنا أو بالمعنى الغربي "نعقد الصداقات" فالصديق جوهرة في كنز تدخره ليومٍ سيجعل لك الله بهذا الصديق سببا لتفريج الكرب أو السعاده بصفة عامه.

ويجب في هذا المقام أن نتذكر أن كلمة الاحترام لها مفعول السحر؛ جرب في أي حوار مع شخص يختلف معك مهما كان حانقا وغاضبا وقل له هذه الجمله ثم انظر كيف سيتحول نقاشه معك، قل له وانت تنظر في عينيه وبنبرة هادئه "أنا أحترمك واحترم أراءك" ثم أضف بعدها ما تريد التعبير عنه بنفس نبرة الصوت التي استخدمتها لجملة الاحترام بشرط ألا تغير ملامح وجهك في هذه اللحظه، الناس يقرأون لغة الوجه، فعندما نغضب تنقبض عضلات وجهنا حتى لو حاولنا أن نخفي غضبنا وعندما نكون واشقين مما نقول تنبسط عضلات الوجه وتظهر نظرة الواثق في أعيننا، واعلم ايها القارئ أن الابتسام يغير كيميائية الدم ويتسبب في بسط عضلات الوجه تماما كما يفعل الغضب بالدم وبعضلات الوجه.  أحرص على أن تلقي السلام على كل من يمر بك من الزملاء العاملين سواء كنت تعرفهم أو لا، إلقاء السلام والابتسام في وجوههم سيترك لك عندهم صورة ذهنيه ايجابية سيتم استدعاؤها في أي لحظة يضمكم اجتماعا لأمر يخص العمل.  كن بسيطا متواضعا وامشي على الأرض هونا وإذا خاطبك الجاهلون فقل سلام، ولا تضع نفسك في مواقع الشبهه ولا في مواقع ليس المفروض أن تكون فيها واعلم أن من مميزات المؤمن أنه يترك ما لا يخصه فترفع عن الصغائر مالم تكن بداية ومقدمات لمصائب أكبر وأعظم.

الصداقة الحقيقيـــــه لابـــد لهــا من مضمون ، وليست المظاهر التي يبدو عليها شخص ما مضمونا ولكنها أشياء قابلة للزوال بينما خُلق الشخص مضمون ، احترام الشخص لنفسه مضمون ، خبرات الشخص مضمون ، الأهم ألا تعقد صداقه لمنفعه وهذا ما يميز المسلم الحق عن كاتب المقال وعن المنافق.

ترجمة محمد فخري السعيدي
13 أكتوبر 2012






  

No comments: